"لم يكن بحوزتي قلم للتشطيب، لذا قمت بإتلاف الورق المتضمن لنص الخطاب، لأنه كان خطابا متلفا للحقيقة"！هذا معنى الكلمات التي بررت بها نانسي بيلوسي، تمزيقها عام2019، لخطاب الرئيس الأمريكي （دونالد ترامب）، بحضوره، في جلسة رسمية أمام الكونجرس الأمريكي （مجلس النواب） وتحت أنظار مراسلي الأخبار وكاميراتهم ！انتخبت نانسي بيلوسي لأول مرة في الكونغرس الأمريكي عام 1987، وهي تشغل منصب رئاسة مجلس النواب الأمريكي منذ يناير2019، لتكون أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية تشغل هذا المنصب، لذا هي تعد المرأة ا "لم يكن بحوزتي قلم للتشطيب، لذا قمت بإتلاف الورق المتضمن لنص الخطاب، لأنه كان خطابا متلفا للحقيقة"！هذا معنى الكلمات التي بررت بها نانسي بيلوسي، تمزيقها عام2019، لخطاب الرئيس الأمريكي （دونالد ترامب）، بحضوره، في جلسة رسمية أمام الكونجرس الأمريكي （مجلس النواب） وتحت أنظار مراسلي الأخبار وكاميراتهم ！انتخبت نانسي بيلوسي لأول مرة في الكونغرس الأمريكي عام 1987، وهي تشغل منصب رئاسة مجلس النواب الأمريكي منذ يناير2019، لتكون أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية تشغل هذا المنصب، لذا هي تعد المرأة الأرفع منصبا بواسطة الانتخاب، في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية。 هذا الكتاب عن سيرتها الذاتية، علما بأنها لا تزال في هذا المنصب، وأن انتهاء فترتها سيكون بنهاية عام 2022。بعيدا عن المناكفات التي بين الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعيدا الكراهية/ الاشمئزاز التي قد يحملها الكثيرون في مختلف دول العالم للسيدة نانسي بيلوسي （ربما انا أحدهم ！）، فإن تقييمي للكتاب بخمسة نجوم لجوهر محتواه في سرد وتحليل سيرة ذاتية شاملة تبين خلفيات وطبيعة نشأة هذه المرأة التي قررت الدخول لعالم السياسة بعد بلوغها من العمر 46 عاما، وكان لديها آنذاك من الذرية خمسة شبوا عن الطوق واستقلوا عنها، لتصبح بأسلوبها الخاص المتميز، ثاني أقوى مسئول في وطنها، معاصرة عدة رؤساء، لتكون بذلك المرأة الأولى في تاريخ وطنها التي تصل بالانتخاب لأعلى منصب （تشريعي） فيه منذ نشأة وطنها قبل عدة قرون، （عمرها حاليا 81 عاما ولها 9 أحفاد）。استند الكتاب على مراجع متنوعة، منها 150 مقابلة مع أناس يعرفونها وتعاملوا معها أثناء مسيرة حياتها، منهم أشخاص من الحزب المنافس لحزبها （الحزب الديمقراطي الذي دعمته بشدة، وكانت من أفضل جامعي التبرعات له）。 أغرب مافي الكتاب أن بقاءها في عالم السياسة الأمريكية بدلا تقاعدها الذي كان في نيتها أن يكون عام 2016، كان نكاية في الرئيس دونالد ترامب الذي فاز بالانتخابات في ذلك العام، هذا وتتوقع مؤلفة الكتاب تقاعد السيدة نانسي بيلوسي، عام 2022، أي بعد انتهاء فترة خدمتها الحالية。تضمن الكتاب كثيرا من تفاصيل حياة نانسي بيلوسي منذ نشأتها في بيت والديها، وخلفيات والديها تعليما ومسيرة في الحياة （وصل والدها لمنصب سياسي مرموق رغم محدودية تعليمه، وكانت والدتها صاحبة طموح كبير، ودرست فصولا ليلية بالجامعة ثم اضطرت للتوقف عن الدراسة لرعاية الستة أبناء الذين أنجبتهم، ولتنجب أختهم الوحيدة "نانسي" أي بطلة كتابنا هذا）。 كما تضمن الكتاب ظروف تعرف نانسي بيلوسي على زوجها، ولإنجابهما خمسة أطفال خلال ستة أعوام وشهر واحد؛ ولبعض تفاصيل حياتهما وصولا لمقدار مشاركة زوجها في اختيار مصممي ملابسها، وتناول الكتاب اختيارها لألوان ملابسها التي ترتديها بتكرار، وكذلك حرصها على أناقة الكمامات التي تلبسها، وأن ذلك كان للفت الانتباه لأهمية استخدام الجمهور للكمامات ضمن اجراءات مكافحة انتشار جائحة كوفيد 19، وللتأكيد على أن ترامب كان مخطئا برفض لبس الكمامة。هذا وقد تطرق الكتاب لبعض مواقفها السياسية، ومن ذلك توتر علاقتها عام 2008، مع الرئيس الأسبق （جورج دبليو بوش） لمعارضتها للحرب على العراق وضغطها عليه آنذاك لسحب القوات الأمريكية من العراق。كما تطرق الكتاب لاستياءها من عدم عرفان الرئيس الأسبق （باراك أوباما） بفضل دعمها القوي لحملته الانتخابية، الذي كان أحد أسباب فوزه في الانتخابات عام 2008، （حصل ذلك الاعتراف فقط بعد خروجه من منصبه وذلك حسبما ورد في كتاب سيرته الذاتية "Promised land"）。كما تعرض الكتاب لمواقف أخرى، وكذلك لخطأ ارتكبته نانسي （أيام أوباما） في التعامل مع أزمة تغير المناخ، وتأثير ذلك الخطأ سلبيا على هيمنة حزبها على الكونجرس حيث تسبب في تقلص أغلبية الديمقراطيين داخل مجلس النواب。صدر الكتاب بتاريخ 20 إبريل 2021، مشتملا على 256، صفحة، وأؤكد أن أهمية الاطلاع عليه （أو على ترجمته عند توفرها） من قبل القراء العرب تقع في المعرفة المتعمقة لبعض تفاصيل ذلك المجتمع الذي مكن وصول ربة منزل في منتصف العمر لديها خمسة عيال، لتصبح ثاني أقوى مسئول في الولايات المتحدة الأمريكية。 。。。more